799 
تتضاءل مدخرات الطاقة التقليدية يوما بعد يوم و يتضاعف الخوف من حوادث الطاقة النويية، رغم تصنيفها في خانة الطاقات النظيفة، بعد انفجار مفاعل فوكوشيما الياباني، و يتزايد الطلب على استهلاك الطاقة حيث سيبلغ الضعف بحلول 2050 ، مما حدى بالجميع إلى التركيز على الطاقات المتجددة و على رأسها الطاقة الشمسية التي حظيت بعديد التجارب و البحوث ولعل من أهمها طرقات الطاقة الشمسية.
انطلقت التجربة مع شركة "سولار راود وايس" بولاية إيداهو الأمريكية سنة 2000 التي عملت على تصميم ألواح شمسية من الزجاج المقوى يتم تركيبها على الرصيف لاستغلالها في تنوير الطرقات و إشارات المرور. ثم التحقت هولندا سنة 2014 ففرنسا سنة 2016 و أخيرا الصين سنة 2018.
كيف تعمل طرقات الطاقة الشمسية ؟
تعتمد تقنية انتاج الطاقة الشمسية من الطريق على مبدأ بسيط وهو تركيز الخلايا الضوئية التقليدية المولدة للكهرباء من أشعة الشمس على سطح الطريق المخصصة لسير العربات بفضل بناء بلاطات مربعة قوية حاملة لأجهزة استشعار ضوئية مغلفة بطبقات متعددة من الصمغ لمنع تسرب الماء و لتحمل وزن جميع وسائل النقل بما في ذلك الشاحنات. و تكون هذه البلاطات شفافة بالدرجة التي تسمح بدخول ضوء الشمس، و متصلة بشبكة توزيع الكهرباء المحلية لتخزين الطاقة المنتجة.
و على الورق فإن كل كيلومتر من طرقات الطاقة الشمسية يمكن من انتاج ما يكفي من الطاقة لتشغيل بلدة تضم 5000 نسمة، مما يعني أنه يمكن انتاج الطاقة لسكان فرنسا باستغلال ربع شبكة طرقاتها التي تعد المليون كلم. بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الطرقات تتميز باحترامها النسبي للبيئة، بشرط احترام السرعة المحددة، لأنها لا تتعدى على الأراضي ألزراعية و لا على أسطح المنازل التي يمكن أن تستخدم لوظائف أخرى ، كما أنها ستخلق مجموعة جديدة كاملة من الوظائف في مجالات الإنتاج و الحفظ و الصيانة.
- ما هي مشاكل الطرقات الشمسية ؟
- تطرح الطرق الشمسية من الإشكاليات لعل أهمها:• سلامة المستعملين لها ففي الولايات المتحدة مثلا مازالت سلط السلامة المرورية ترفض مشاريع الطرق الشمسية بشكل قطعي نظرا للمواد المستخدمة في بناء هذه الطرق و التي تعيق تحمل الصدمات و الكبح.
ارتفاع تكاليف حفظ هذه الطرق و صيانتها ( 5 ملايين أورو للكلم الواحد في فرنسا) و عدم معرفة مدى ديمومتها أمام حركة المرور اليومية للعربات الثقيلة ومدى مقاومتها لتقلبات الطقس؟
التعرض الجزئي للشمس بسبب تواتر حركة المرور وما تفرزه من أتربة و أدران من شأنها أن تساهم مع أوراق الأشجار المتساقطة و بقية الأوساخ الأخرى في حجب أشعة الشمس عن الخلايا.
ارتفاع تكلفة الإنتاج بأربع مرات على الأقل من الطاقة التي تنتجها الخلايا الفولتية الضوئية التقليدية ، مما يستوجب إعطاء الأولوية إلى الأسطح التي مازالت غالبيتها غير مجهزة بالألواح الشمسية ، و التي تتيح بالفعل السيطرة على معداتها.
هل الطرقات الشمسية قابلة للتطبيق؟
يبدو أن الطرقات الشمسية أمامها طريق طويل قبل أن تكون قابلة للتطبيق و قبل أن تكتسب الفاعلية المطلوبة، بيئيًا واقتصاديًا على حد السواء. سيكون من الضروري أولاً حل المشاكل الناجمة عن التقطع و تخزين الكهرباء ، في شبكة تكون فيها الخسائر قوية بشكل عام. كما سيكون من الضروري حل مسألة استدامة هذه المنشآت و ارتفاع تكاليف صيانتها ، ومن المحتمل أن يتطلب ذلك الكثير من الوقت والاستثمار والموارد. كما يجب أن تبذل هذه الطرقات الكثير من الجهد البحثي و المراجعات لتطويرها.
و مع أن الاختبارات التي أجريت حتى الآن تجعل من الصعب تحديد مدى صلاحية الطرقات الشمسية على المدى البعيد، إلا أن الأمل في التجربة الجديدة التي ستنجزها الصين و المتمثلة في تشغيل أول طريق فائقة السرعة بالطاقة الشمسية بحلول سنة 2022 و الذي سوف يربط هانغتشو مع نينغبو ويسمح بالسفر بسرعة قصوى تبلغ 120 كم في الساعة. ربما تحدد هذه التجربة الجديدة مستقبل هذه التقنية.
