799 
أمام تصاعد الاستهلاك العالمي للطاقة، يواصل العلماء البحث عن حلول لتطوير الطاقات المتجددة. و قد تم الكشف في السنوات الأخيرة عن عديد البحوث لعل أهمها ما قامت به الشركة الألمانية "راولمان" من تصميم نظام كروي لتركيز أشعة الشمس على سطح فوتوضوئي محدود، أو ما تعمل على تنفيذه الشركة اليابانية "شيميزو" من تجاوز لمحدودية تخزين الطاقة فوق كوكب الأرض ببناء حزام من اللاقطات الشمسية يبلغ طوله 400 كلم يلف جانبا من كوكب القمر و ارسال الطاقة المخزنة إلى الأرض في شكل ذبذبات ليقع تحويلها بعد ذلك إلى طاقة.
أما آخر ما صدر من هذا النشاط البحثي الدءوب فيتعلق بتطوير فريق من الباحثين من جامعة سوشو الصينية للاقط شمسي مختلط يمكنه في نفس الوقت توليد الطاقة من أشعة الشمس و من نزول الأمطار.
و من المعروف تقليديا أن إنتاج الطاقة النظيفة يعتمد على خلايا كهروضوئية جيدة، و لا يكون ذلك إلا عندما تكون الشمس مشرقة. أما فكرة الباحثين الصينيين فترتكز على هذه التقنية و تطويرها في اتجاه انتاج طاقة إضافية من تساقط قطرات المطر.
يرتكز مبدأ اللاقط على إنتاج الكهرباء باستغلال التقنية المعروفة بالنانو مولد كهرواحتكاكي القائمة على الاحتكاك بين مادتين و الشائع تطبيقها في توليد الطاقة من احتكاك إطارات السيارات على الطرقات و ذلك باستثمار تدفق قطرات المطر على اللاقط الشمسي.
و يتكون هذا الجهاز المختلط الذي يقترحه الباحثون، كما هو مبين في الصورة أعلاه، من نانو مولد كهرواحتكاكي مع بوليمر شفاف وضع فوق خلية شمسية من السيليكون، و فيلم إلكترود مشترك مع خليط من اثنين من البوليمرات يقحم بين الاثنين.
و لتطوير هذا النظام المختلط، قام الباحثون الصينيون بتركيب طبقة بوليمر تهدف إلى التصرف كإلكترود مشترك بين النانو مولد كهرواحتكاكي والخلية الضوئية، ثم أضافوا له بعد ذلك طبقة بوليمر شفافة لضمان مرور أشعة الشمس. ويبقى الأمل في تحسين وظائف كل المكونات و موادها بالشكل الذي يضمن لهذا اللاقط الجديد الانتشار اللازم و الجدوى التجارية المطلوبة.
